والدي نشأت بك ابن إبراهيم اغا ووالدته نوره خاتون بنت بلو اغا من عشيرة الجرجرية . ولد عام 1865 في حي الدندان بمدينة الموصل في قصر والده الذي لازال جانباً منه قائماً حتى الآن ، والمسمى حالياً قصر المطران نسبة لمالكه فيما بعد المطران بهنام بني .
والدتي فاطمة بنت عمر اغا رئيس بلدية كركوك في العهد العثماني ، وشقيقة عبد الله صافي اليعقوبي عضو مجلس الأعيان (25-1939) وعبد المجيد اليعقوبي ومصطفى اليعقوبي المتصرفين ( المحافظين ) في العهد الملكي العراقي .
وقد تولى تدريس والدي مدرسين خصوصيين ، لعدم وجود مدارس نظامية آنذاك ، ثم تدرج في وظائـف البريد والبرق منذ عام 1883 ، كان آخرها خلال العهـد العثماني ( باش مدير ) مدير عام البريد والبرق لولايات بغـداد والموصـل والبصرة ، وعند زوال الحكم العثماني أصبح أول مدير عام للبريد والبرق في العراق ، وأعاد تنظيم دوائر البريد والبرق وفق الأوضاع الجديدة ، مستعيناً بنخبة من الشباب المثقفين العراقيين ، منهم عباس مهـدي وأحمد زكي الخياط وعبد الحميد رفعت وكمال عبد المجيد ( فيما بعد اصبح الأول وزيراً والثلاثة الآخرين مدراء عامين ) . وفي عام 1924 أحيل للتقاعد لبلوغه السن القانونية . وفي منتصف عام 1925 شارك في انتخابات أول مجلس نيابي ، فتم انتخابه نائباً عن لواء كركوك في 9/6/1925 . وفي الجلسة الخامسة للـدورة الأولى لمجلس النواب في 24/12/1925 انتخبه أعضاء المجلس لمنصب النائب الثاني لرئيس المجلس ( جريدة الوقائع العراقية العدد 389 في 14/1/1926 ) بدلاً من محمد أمين زكي الذي عين وزيراً للأشغال والمواصلات .
وقد أبدى والدي نشاطاً برلمانياً بارزاً في مجموعة نواب المعارضة مع رشيد عالي الكيلاني وياسين الهاشمـي ، وله العديد من المواقف الصلبـة فـي التصدي للآراء والمشروعات المتعارضة مع المصالح الوطنية ، مسجلة في محاضر مجلس النواب المنشورة في جريدة الوقائع العراقية .
وعند بـدء الدورة الثانية للمجلس في 1/11/1926 ، تمكنت مجموعة نواب المعارضة من إسقاط الوزارة السعدونية الثانية ، حين انتخب المجلس مرشح المعارضة رشيد عالي الكيلاني رئيساً للمجلس ، بحصوله على 44 صوتاً ، مقابل 34 صوتاً لمرشح الحكومة حكمت سليمان ، فاضطر عبد المحسن السعدون رئيس الوزراء إلى اللجوء للملك فيصل الأول ، راجياً حل المجلس الذي خذله أو قبول استقالة وزارته ، لعجزها عن تسـيير الأمور في المجلس بالأقليـة التـي تؤيدهـا، فرفض الملك حـل أول مجلس نيابـي لـم يمض على قيامـه
سوى سنة واحدة وبضعة أشهر ، وقبل استقالة الوزارة ، وكلف جعفر العسكري بتشكيل وزارته الثانية ، وكان لوالدي دوراً كبيراً في تكوين الأكثرية التي انتخبت رشيد عالي الكيلاني ، بتمكنه من ضم ستة من أصدقائه من نواب الألوية الشمالية الأعضاء في حزب التقدم الذي يرأسه السعدون ، إلى نواب المعارضة في انتخاب الكيلاني . غير أن هذا النصر الذي حققه نواب المعارضة ، أدى فيما بعد إلى حل مجلس النواب قبل استكماله المدة المقررة في القانون وهي أربع سنوات . وذلك حين قدم جعفر العسكري استقالة وزارته في 8/1/1928 فقبلها الملك فيصل ، وعرض على عبد المحسن السعدون تشكيل الوزارة ، الذي اشترط لقبول هذا العرض حل مجلس النواب الذي سبق أن خذله ، فوافق الملك وعهد إليه رئاسة الوزارة في 14/1/1928، وكانت باكورة أعمال الوزارة السعدونية الثالثة ، استصدار الإرادة الملكية بحل مجلس النواب في 18/1/1928 . فاستاء والدي من هذا الإجراء المخالف للأعراف الدستورية ، وقرر الهجرة إلى سوريا ، فباع دارنا في بغداد ، وانتقلنا إلى دمشق ، حيث شيد داراً لنا في حي الصالحية ، لأنه كان ينوي الإقامة الدائمة هناك ، غير إن حنينه إلى الوطن ، جعله يقرر العودة إلى العراق في أواخر عام 1933 فرجعنا إلى بغداد .
وقد عاش والدي بقية أيام حياته ، دون أن تكون لديه رغبة في ممارسة نشاط سياسي ، لخيبة ظنه في العمل السياسي ، وذلك لغاية وفاته في 20/3/1945 ، بعد حياة مشرفة ، تميزت بالاستقامة والصدق والإخلاص والوطنية والعمل الجاد المثمر، ومن هذه السيرة النيرة ، استقيت وأشقائي النور الذي أضاء أمامنا مسالك الحياة .
وأشقائي الثلاثة : الأول الدكتور هاشم طبيب توفي في عام 1982 ، وله ولدان هما رياض باحث اجتماعي سابقاً والدكتور خالد مستشار بوزارة الصحة في الإمارات العربية المتحدة . والثاني ناظم توفي في عام 1936 عندما كان طالباً في كلية الحقوق . والثالث إبراهيم المفتش الإداري بوزارة الداخلية سابقاً ، وله ولدان هما الدكتور نشأت باحث علمي بمعهد زراعي في لندن والمهندس ناظم مقدم متقاعد .
ولي ولدان هما : عميد شرطة علي وابنه حسين ، والدكتور حسن مدرس بكلية الآداب في الجامعة المستنصرية وابنه أحمد .

أول مجلس نواب في العراق (1925) و نشأت بك ابراهيم اغا (والد الدكتور اكرم) النائب الثاني لرئيس المجلس جالس في الصف الثالث بجوار العمود الايسر بالقاعة
من كتاب مذكراتي صفحة 13,12,11,10,9